ألميدا .. الأرقام وحدها لا تكفي

تعالت بعض الأصوات الهلالية مطالبة بالبحث عن مهاجم جديد للفريق الأول لكرة القدم بالنادي خلال فترة الانتقالات الشتوية، بدلاً من إلتون ألميدا، مشيرين إلى أن اللاعب البرازيلي البالغ من الطول 180 لا يحظى برضا كبير بين الجماهير، لكونه لا يسجل كثيراً، ويرغبون في لاعب يسجل أكثر.
ولكن الفنيين الذين يتابعون الفريق بعيون أكثر خبرة، يؤكدون أن الأدوار التي يقوم بها ألميدا على أرض الملعب أكبر من مجرد اللعب داخل منطقة الجزاء، مشيرين إلى أن تحركاته المزعجة هي التي تعطي لزملائه الفرصة للقدوم من الخلف وتهديد الشباك.
ويملك ألميدا مهارة عالية، وسرعة، وقوة بدنية، ولكن الأكثر إزعاجاً للمدافعين أنه يتحرك بطريقة عرضية داخل منطقة الجزاء، مما يجعل مراقبته أمراً صعباً.
وشارك ألميدا مع الهلال في 19 مباراة، سجل سبعة أهداف، ولكن في كل هدف من الأهداف الـ40 الأخرى كان له بصمة واضحة فيها، خاصة تلك التي يسجلها مواطنه إدواردو الذي يشكل معه ثنائياً بالغ الخطورة، فهو يسحب المدافعين بعيداً عن المرمى، مما يعطي زميله حرية الاختراق من العمق ليواجه الحارس ويودع الكرة الشباك.
رقمياً، قد تكون أرقام ألميدا أكثر من رائعة لأي فريق آخر، ولكن الهلاليين غير مقتنعين بها ويريدون لاعباً خارقاً، ولكن اللاعب البرازيلي الذي خاض 19 مباراة مع الهلال حتى الآن، سجل سبعة أهداف، أربعة منها في الدوري وهدفاً في كأس ولي العهد وهدفين في الطولة الآسيوية، كما صنع أربعة أهداف، ومرر مع فريقه الأزرق 481 تمريرة في الدوري أسفرت عن 17 كرة ذهبية لرفاقه، وسدد على المرمى 31 كرة في الدوري، وأهم أرقام ألميدا ليست في أهدافه فقط، بل في الأهداف التي سمح لرفاقه بتسجيلها من خلال تحركاته السريعة داخل منطقة الجزاء، في كل مرة ينفرد فيها إدواردو بالمرمى دون مضايقة أحد، يكون السؤال أين ذهب المدافعون، في الواقع كانوا يجرون خلف ألميدا الذي سحبهم بعيداً عن المرمى.

لاعب ممتاز
يؤكد المدرب والمحلل الرياضي تركي السلطان أن التفكير في تغيير ألميدا في فترة الانتقالات الشتوية ضرب من الجنون، لأن الهلال لن يجد لاعباً أفصل منه، مشدداً على أن ألميدا أفضل بكثير من ناصر الشمراني، ويقول: "ألميدا لاعب ممتاز جداً، التفكير في البحث عن غيره في الشتوية خطأ كبير، فهو كمهارات وتكتيك وكنترول على الكرة أكثر من ممتاز، ولكن إشكاليته الوحيدة هي أنه يهدر كثيراً من الفرص أمام المرمى، يحتاج فقط إلى تدريبات خاصة في التعامل مع الانفرادات والكرات أمام المرمى".
ويشدد السلطان على أن ألميدا مهاجم متعب للدفاع بسبب تحركاته المزعجة، ويضيف: "هو مهاجم ممتاز، ولكنه لا يسجل كثيراً، ففي كل الدوريات التي لعب فيها لم يسجل أكثر من سبع أهداف، فهو يؤدي أدواراً أخرى في الملعب، ويساعد رفاقه في التسجيل".
ويستغرب السلطان ممن يطالب بإشراك ناصر الشمراني بدلاً منه، ويضيف: "ألميدا أفضل بكثير من ناصر، لا مقارنة بين الاثنين مهارياً، وفنياً، وخدمة للفريق، فحتى ناصر شارك في مباريات كثيرة ولم يقدم الكثير للفريق وأهدر فرصاً سهلة، ألميدأ أفضل من كل النواحي".

ياسر الأقرب
يؤكد المدرب الوطني عبدالعزيز العودة أن غياب ألميدا عن نهائي كأس ولي العهد سيكون مؤثراً بشكل كبير على الهلال فنياً، مستبعداً أن يكون ناصر الشمراني بديلاً له، مفضلاً أن يكون اللاعب الأساسي ياسر القحطاني الذي يقترب من طريقة لعب ألميدا، ويقول: "ألميدا لاعب تكتيكي على مستوى عالٍ جداً، ولكن غير الفنيين لا يرون فائدته ولا يعطونه تقديره الذي يستحقه، فهو لاعب مؤثر جداً في سلاسة الفريق، وله دور فاعل في خلق الفرص الخطرة لزملائه، بسبب تحركاته التي تنم على أنه لاعب على مستوى عالٍ، وحتى أهدافه على الرغم من قلتها تأتي في وقت مناسب جداً"، ويضيف: "يتحرك ألميدا في وسط الملعب وفي منطقة الجزاء بشكل مزعج، وهو أمر يجعل من مراقبته أمراً صعباً على المدافعين؛ لأنه لا يثبت في مكان واحد، ويعرف كيف يهرب من الرقابة، ويظهر في الوقت المناسب، ويخلخل دفاع الخصم".
ويشدد العودة على أن من ينتقد أداء ألميدا مع الهلال نظرته الفنية قاصرة، ويضيف: "بعض الجماهير والإعلاميين يعتقدون أن اللاعب الأجنبي يجب أن يسدد على المرمى ويراوغ، ويجيد الكرات الثابتة، ولكن ألميدا لاعب مهم جداً في خطة المدرب، ويعتمد عليه كثيراً في بناء أسلوب الفريق، وهو أكثر أسلحة دونيس خطورة"، ويتابع: "سيكون من الصعب على ناصر الشمراني تعويض ألميدا في نهائي كأس ولي العهد لأن أسلوب لعب ناصر مختلف، فهو لاعب صندوق ويعتمد على السرعة والمهارة، وأعتقد أن ياسر أقرب لتعويضه، فهو يلعب بذات الأسلوب والفائدة للفريق".



منقول