حزمت حقائبي و عقدت عزم السير في آخر رحلة
توسلني الشجر بحق زمن الخيانة بحق روعة الكتابة
بحق الكرامة المفقودة و غروب الرجولة
أن أملأ دفاتري قبل رحيلي بالمداد الأسود
و بين كل شجرة نضرة و أخرى ...
أخيط ثوبا أسودا لشعبي ... لقومي
فهذا الأرنب المهزوم الذي يرتدي السواد
و الذي يسكر من عبق قصائده
المكتسحة سوادا
و التي تعبر عن أنصاف الأشياء
لتبحر تحت اسم -أنثوي- هو "الكتابة"
ذلك الاسم الذي يفجر براكين الضمائر
و يحرر سيفا يهب بريقه على الليالي منيرا
هو نفسه الأرنب الذي يفكر بالهروب
آخذا معه ثقافته ، كرامته ، رجولته ... تاركا وراءه ثقوب
يحرم عليه النعاس إذ جاءه شيطان رجيم
متغلغلا في قومه ... في شعبه متمكنا منهم
ناشرا شعاره في عقولهم "ثقافة الحروب تكون أرقى الشعوب"
يا ترى ... هل كان مكمن الشيطان في قلب البشر ؟
أم انه كان نتيجة عن ضعف و طمع في القلب انحصر ؟!
مشكلتنا يا سادة أننا نأبى العيش بتعاليم خالق البشر
الحي القيوم القوي المتين الخالد في كل عصر