قادت مغامرة أحد هواة صيد الصقور إلى منطقة غامضة شرق محافظة القنفذة تحوي عددا من القبور المتناثرة بين الجبال والتي يعود تاريخها لمئات السنين ، "البندر" توجهت إلى الموقع لرصد معالمه وإرشاد الجهات المختصة إليه.
بدأت الرحلة بتحديد الموقع الأثري ؛ الواقع شرق ما يعرف بـ "جبل مرشد" على بعد أربعين كيلو مترا جنوب شرق محافظة القنفذة ، ومع بداية الطريق إلى الموقع لاحظنا وجود لوحات كتب عليها "حدود مقبرة" وسرعان ما وجدنا لوحة أخرى تفيد بانتهاء حدودها إلا أنه لم يتضح بها وجود قبور أو ما يدل على ذلك.
واستمرت الرحلة الاستكشافية ، وبعد الوصول إلى موقع يبعد قرابة خمسة عشر كيلو مترا عن الموقع السابق وجدنا قبورا لا يتجاوز عددها العشرة منحرفة قليلاً عن اتجاه القبلة ، وكان أحد هواة الصيد ذكر لنا أنه وجد قبرًا في منطقة قريبة من ذلك الموقع قد انكشف بسبب عوامل التعرية فقاموا بتعديل القبر وتحسينه
وفي موقع آخر لا يبعد عن الموقع السابق كثيراً وجدنا قرابة عشرين قبرا متفاوتت الأحجام فمنها ما يفوق حجمه القبور الحديثة ومنها ما يدل على أنها لأطفال والبعض قد وضع عليه علامات غريبة ، وننتقل إلى موقع آخر يبعد بضع كيلومترات نجد ما هو أغرب وأعجب وجدنا قبران مرتفعان عن الأرض قرابة مترين متجهان نحو الشرق وبالقرب منهما كان يوجد بناء من الأحجار دائري الشكل ، يوجد به فتحة من أحد الجوانب يعتقد بأنها كانت مدخلا لمبنى القبر.
بعد ذلك تنقلنا في المنطقة و وجدنا بعض القبور المتناثرة بشكل عشوائي وبعضها لم يعد تتضح ملامحه كقبر وأخرى تتوسط الطرق التي يرتادها هواة الصيد فما كان من البعض إلا أن وضع بعض الأخشاب حافظاً على كرامة الأموات.
التقينا بعدها بعدد من سكان القرى المجاورة ممن تجاوزت أعمارهم الثمانين عاما وبلغ بعضهم التسعين وسألناهم عن القبور وأصحابها والحقبة الزمنية التي تعود إليها ، فذكروا بأنهم منذ صغرهم وهم يشاهدون هذه القبور ولا يعرفون سرها ؛ فربما تكون للقوافل التي تمر بالمنطقة قبل مئات السنين دور في ذلك ، وربما تدل على نشوب حرب ضروس في هذه المنطقة ، إلا أن كل ذلك تكهنات فلا أحد يعلم حقيقتها.
وحول مسميات تلك المواقع أفادوا بأن لها بعض الأسماء التي توارثوها جيلاً بعد جيل فقالوا بأنهم عرفوا هذه الأسماء من آبائهم وهي تسمى " أظلم و ظليم " ولا يعلمون سببا لتسميتها بهذا الاسم أو على ماذا تدل هذه الأسماء.
رحلنا من الموقع وحملنا معنا عدة أسئلة حول المنطقة الغامضة ؛ منهم أصحاب تلك القبور؟ وإلى أي عصر يعودون؟ ولماذا لم تكن مرتبة بل اتسمت بالعشوائية وتمييز قبرين منها والبناء عليهما ؟ ، وأين جهات الاختصاص والمؤرخين عنها؟ ، وأسئلة أخرى قد يكون في الإجابة عليها كشف قصة تاريخية وحقبة زمنية