التسجيلاتصل بناالتعليمـــاتموآضـــيع لم يتم آلرد عليهآمشاركات اليوممحرك البحث


 

 رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
قروب ملاك
نجم مشارك
نجم مشارك
قروب ملاك


البلد/from : مصر
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 1001
عدد المواضيع : 1094
نقاط التقييمات : 0
السمعة : 100
تاريخ التسجيل : 14/01/2016
احترام القوانين احترام القوانين : إحترام قوانين المنتدى
mms : صورة رقم (7)

رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيه Empty
مُساهمةموضوع: رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيه   رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيه Emptyالأحد فبراير 07, 2016 9:22 am

رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيه Individual-differences-5-638


ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب المسلم




سبق ذكر خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف بمنى، وبيان اشتمالها على أربع جمل رئيسة مضى الحديث عن الجملة الأولى منها وهي دعوته صلى الله عليه وسلم لمن سمع حديث النبي ووعاه وحفظه وبلغه كما سمعه.


أما الجملة الثانية: وهي المتضمنة لبيان الفائدة من تبليغ حديث النبي صلى الله عليه وسلم وهي وصوله إلى من يكون أمكن في حفظه وفهمه، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: ((فَرُبَّ حامل فقه لا فقه له، ورُبَّ حامل فقه إلى مَن هو أفقه منه))، 



وفي الرواية الأخرى قال: ((َرُبَّ حامل فقه ليس بفقيه،وَرُبَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه))، 



ومعنى ذلك: أنّه قد يحفظ مَن لا يفهم، وقد يفهم وغيره أفهم منه، والذي حفظ ولم يفهم مأجور لحفظه السُنَّة وتبليغها، والذي حفظ وفقه أكمل منه، فيكون مأجوراً لحفظه وتبليغه واستنباطه من الحديث ما أمكنه استنباطه فهو يبلغه لغيره، وقد يكون الذي بلغه إليه أفقه منه فيستنبط منه ما لم يفهمه الحامل.


وأمّا الجملة الثالثة: فهي قوله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، والنصح لأئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم فإن دعوتهم تحيط من ورائهم))، 



وهو مشتمل على هذه الخصال العظيمة التي لا يغلّ عليهن قلب المسلم، وقد ذكر عليه الصلاة والسلام هذه الخصال عقب دعوته لمن سمع السُنَّة ووعاها، وحفظها وبلّغها بالنضرة، وهو في غاية المناسبة، وذلك أنّه لمّا كان هذا الثواب العظيم لمن بلّغ سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتقر كسائر الأعمال إلى الإخلاص لله، وعقد النِيَّة على النُّصْحِ للمسلمين ولزوم جماعتهم عقّب صلى الله عليه وسلم دعوته الميمونة المباركة لِمُبَلِّغِيّ سُنَّتِه بما يدلُّ على أهمّية الإخلاص في الأعمال لله، والنُّصح للمسلمين، ولزوم جماعتهم بقوله: ((ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، والنُّصح لأئمّة المسلمين، ولزوم جماعتهم))، قال ذلك؛ لأنّ هذه الخصال الثلاث تستصلح بها القلوب، وتهذّب بها النفوس، وباستشعارها وعقد القلب عليها يكون المسلم جديراً بتحصيل الثواب الجزيل، والأجر العظيم المذكور في الحديث.


وفي قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: ((ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم)) دلالة على أنّ قلب المسلم لا يحمل الغلّ ولا يبقى فيه الغش، إذا كان متّصفاً بهذه الصفات الثلاثة المذكورة في الحديث، لأنّها تنفي الغش وتبعده عن القلب.


فـالمخلص لله إخلاصه يمنع غلّ قلبه، ويخرجه ويزيله جملة، لأنّه قد انصرفت دواعي قلبه وإرادته إلى مرضاة ربّه وطلب ثوابه، فلم يبق فيه موضع للغلِّ والغش كما قال تعالى: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف:24]،


فلمّا أخلص لربّه صرف عنه دواعي السّوء والفحشاء، ولهذا لمّا علم إبليس أنّه لا سبيل له على أهل الإخلاص استثناهم من شرطته التي اشترطها للغواية والإهلاك، فقال: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ(82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [ص:82-83]، وقال تعالى: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ}[الحجر:39 - 42].


وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: ((والنُّصح لأئمّة المسلمين)) هذا أيضاً مُنَافٍ للغل والغش، فإنّ النصيحة لولاة الأمر لا تجامع الغل إذ هي ضدّه، فمن نصح الأئمّة والأُمّة فقد برىء من الغل، 



والنُّصح لأولي الأمر من المسلمين إنّما يكون بالسمع والطاعة لهم في المنشط والمكره أبراراً كانوا أو فجاراً، وإنّما الطاعة في المعروف، فإن أمروا بمعصية الله فلا طاعة للمخلوق في معصية الخالق، وبإرشادهم للخير وترغيبِهم فيه، وتحذيرهم من الشر وتنفيرهم منه، والدّعاء لهم بالصلاح والمعافاة، وعدمِ الدّعاء عليهم لمنافاة ذلك للنّصيحة، لأنّ جماع النّصيحة هي عناية القلب للمنصوح له كائناً من كان.


وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: ((ولزوم جماعتهم)) وهذا أيضاً ممّا يطهّر القلب من الغل والغش، فإنّ صاحبه للزومه جماعة المسلمين يحبّ لهم ما يحبّ لنفسه، ويكره لهم ما يكره لها، ويسوؤه ما يسوؤهم، ويسرّه ما يسرّهم، مع الموافقة لهم في العقيدة والعمل، والحذر من الخروج عن زمرتهم؛ لئلاّ تتلقّفه الشياطين التي تعمل في الإنسان أعظم من عمل الذئاب فيما يندُّ من الغنم.


وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: ((فإن دعوتهم تحيط من ورائهم)) هو من أحسن الكلام وأوجزه وأفخمه معنى، حيث شبّه دعوة المسلمين بالسُّور والسِّيَاج المحيط بهم، المانع من دخول عدوِّهم عليهم، فتلك الدعوة التي هي دعوة الإسلام ـ وهم داخلوها ـ لمّا كانت سوراً وسياجاً عليهم أخبر صلى الله عليه وسلم أنّ مَن لزم جماعة المسلمين أحاطت به تلك الدعوة التي هي دعوة الإسلام كما أحاطت بهم، فالدعوة تجمع شمل الأمة وتلمُّ شعثها وتحيط بها، فمن دخل في جماعتها أحاطت به وشملته، وبذلك أيضاً يكون للمسلم الملازم لجماعة المسلمين نصيب من دعواتهم الطيّبة التي تصدر من آحادهم شاملة لعمومهم.


وأمّا الجملة الرابعة في الحديث: فهي قوله صلى الله عليه وسلم: ((مَن كان همّه الآخرة جمع الله شمله، وجعل غِنَاه في قلبه، وأتته الدّنيا وهي راغمة، ومَن كانت نيّته الدّنيا فرَّق الله عليه ضيعته، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدّنيا إلاّ ما كُتِب له))


وهذا كلّه راجع إلى الخصلة الأولى من الخصال الثلاث وهي إخلاص العمل لله، فمن أخلص نيّته لله وأراد الآخرة يملأ الله قلبه بالغِنَى، ويبعد الفقر عنه، ويلمّ شعثه، ويسوق إليه الدنيا من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب، ومَن لم يخلص عمله لله وكان همّه الدنيا فإنّ الله يعاقبه في الدنيا بهذه العقوبات، فيسلب قلبه الغِنَى ويحول بينه وبين الرّاحة والطّمأنينة ، فتستولي عليه الهموم، ويبدله بهذا الغِنَى الذي نُزِع من قلبه أن يجعل فقره بين عينيه فيكون دائما أمامه لا يغيب عنه، وأحاطت به النّكبات من كل جانب(1).

* * * 


----------
(1) ينظر كتاب: دراسة حديث ((نضّر الله امرأً سمع مقالتي)) رواية ودراية، للوالد الكريم الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله. 



عبدالرزاق البدر وفّقه الله





http://al-badr.net/muqolat/2760

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات نجوم القنفذة :: | القسم الإسلامي | :: منتدى القران الكريم والاحاديث والادعيه-
انتقل الى:  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات نجوم القنفذة

روابــط تهمـــك

روابــط مفيدة

تنويه : المقالات والمواد المنشورة في لاتُعبر بالضرورة عن رأي منتديات نجوم القنفذة ولذا لا تتحمل ادارة الموقع عن اي ماده او مشاركه - تم - او سيتم نشرها من قِبل اعضائها ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير .